فضاء حر

الحرب ألتي لم تبدأ بعد

يمنات

نايف المشرع

لم تكون الأحداث الأخيرة في عاصمة اليمن الاقتصادية عدن إلا مؤشر على بدأ الحرب الحقيقية التي لم تبدأ بعد..

ما حدث خلال أربعة أعوام بالنسبة لمهندسين الحرب ومخرج مسلسلها مجرد عرض تقديمي لبدء مسلسل الرعب ألذي سيعرضوا حلقاته في الأيام القادمة ،

صحيح بالنسبة لعامة أبناء آلشعب كانت أربعه أعوام من الألم،والحزن ،والشقاء ، الجميع تحولت حياتهم إلى جحيم وعذاب لا يطاق، خاصة ألذين لم يكونوا في صف أي طرف من الأطراف المحلية المتصارعة بالوكالة عن الدول الإقليمية والدولية مقابل تمكينها من حكم جغرافيا محدوه، وهذا ما شاهدناه واثبتته النتائج للاعوام الأربعة الماضية.

جميع الأطراف المحلية نجحت في اجتياز اختبار القبول واثبتت أنها مؤهلة لتمثيل الدور المكلفة بالقيام به على أكمل وجه.

نجح أنصار الله في أحكام قبضتهم وفرض سلطة أمر واقع على جغرافيا محدودة كما رسم لهم، ونجح الإصلاح في أحكام قبضتهم أيضا على جغرافيا محدودة وغير مسموح له بالتمدد أو البقاء في المحافظات الخارجه عن نطاق سيطرته وإن كأن يحاول ذلك،

ونجح الانتقالي بإخراج الحوثيين يداً بيد مع الإصلاح من المحافظات الجنوبية، ثم نجح في طرد حزب الإصلاح وشرعيتهم من لحج وابين وعدن وتوقف حين أصبح خارج الحدود المسموح له بالتمدد.

ونجح طارق صالح في أحكام قبض محدودة على الساحل الغربي ولم يسمح له بالوصول إلى موانى الحديدة او مضيق باب المندب كونها مناطق محضورة على الأطراف المحلية، ومن نصيب القوى الدولية الداعمة للاطراف المتصارعة والمشاركة في الحرب.

الان يجري مفاوضات بين الشرعية والانتقالي ليس كما يصور لنا أنه على خلق شراكة بين الشرعية والانقالي لحكم الجنوب بشكل كآمل وإنما لانتزاع حضرموت والمهرة من سيادة اليمن وإلزام الطرفين على بقاء محافظة حضرموت والمهرة تحت سيادة السعودية وسلطنة عُمان بدون أحداث أي صراع هناك لكي تتحقق الأهداف الحقيقية للحرب، فإن أقتنع اليمنيين بالنتائج المفروضة عليهم ستتوقف الحرب وسيفرض أتفاق على الأطراف المحلية على تشكيل مجلس اتحادي للتعاون المشترك شبيه بمجلس التعاون الخليجي ،وإن رفض اليمنيين تقسيم اليمن وكأنها تركة خلفها أبي نواس …

ستبدأ الحرب الحقيقية ولكن بشكل مختلف سيلغم الجنوب بالعناصر الإرهابية (داعش-والقاعدة) وغيرها لارتكاب جرائم فضيعة بحق أبناء الجنوب وستتمدد تلك الجماعات بجرائمها إلى أجزاء من المحافظات الشمالية ،وهذا يؤكده من يعيشون في الجنوب ، حيث بدأ تحرك تنظيم القاعدة هناك، يعني باختصار فرض السيناريو ألذي فرض على آلشعب السوري ، وتحت ذريعة محاربة الإرهاب ستأتي جميع الدول عصبة واحدة بحلف دولي لمحاربة الإرهاب في اليمن ،نعم أن سمحت الأطراف المحلية بذلك ولم تدرك أنه يجب الانخراط في حوار يمني يمني بعيد عن الوصايا الدولية ، لتجنيب اليمن من ألانحدار إلى نفق أشد عتمه وظلام …

مالم ستصحوا الأطراف من غفلتها وقد اليمن تحت سيطرة أكثر من دولة غازية ،فمن كأن يعتقد أنه يحارب أمريكا وإسرائيل سيكون عاجز عن طرد جيوشها ألذي ستدخل بمزاعم محاربة الإرهاب، ومن كأن يعتقد أنه يحارب إيران سيصبح وإيران على الأراضي اليمنية بفيلقها تحت مزاعم محاربة الإرهاب.

ستخسرون اليمن بكلها وستجعلون من اليمن ساحة لحرب إقليمية واسعة ولن تدفع فاتورة تلك الحرب الشاملة غير اليمن واليمنيين.

توقفوا يكفي عبث واثبتوا لنا ولو كذباً أنكم لستم عملاء ومرتزقة يااسوء نخبة عرفتها اليمن .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى